-
- ✎ مساهماتي : 6124
- $ نقاطي : 27129
- ✿ الاعجابات : 146
- ♥ عمري : 28
- ✔ تسجيلي : 03/11/2014
-
- ✎ مساهماتي : 7905
- $ نقاطي : 34849
- ✿ الاعجابات : 93
- ♥ عمري : 27
- ✔ تسجيلي : 06/08/2014
-
- ✎ مساهماتي : 980
- $ نقاطي : 19502
- ✿ الاعجابات : 4
- ♥ عمري : 23
- ✔ تسجيلي : 15/08/2014
مواضيع مماثلة مواضيع مماثلة سجل دخولك لتستطيع الرد على الموضوع
يجب ان تكون لديك عضوية لتستطيع الرد .. سجل اولاسجل معنا الان
انضم الينا بمنتديات احلى انمي فعملية التسجيل سهله جدا ؟تسجيل عضوية جديدةسجل دخولك
لديك عضوية هنا ؟ سجل دخولك من هنا .سجل دخولك
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آل بيته الطيبين الطاهرين ، وعلى صحابته الغر الميامين ، أمناء دعوته ، وقادة ألوينه ، وارضَ عنا وعنهم يا رب العالمين ، اللهم أخرجنا من ظلمات الجهل و الوهم إلى أنوار المعرفة والعلم ، ومن وحول الشهوات إلى جنات القربات .
للقصص في القرآن الكريم دلالات كبيرة جداً :
أيها الأخوة الكرام ؛ القصص في القرآن الكريم لها دلالات كبيرة جداً ، والحقيقة التعبير اللغوي إما أن يكون بشكل مباشر ، أو بشكل غير مباشر ، فأنت تقول مثلاً : تكاثرت عليّ المصائب هذا تعبير مباشر ، لكن حينما تقول :
بلاني الدهر بالأرزاء حتى فــــــــــــــــؤادي في غشاء مـن نبال
فصرت إذا أصابتني سهـام تـــــــــكسرت النصال على النصال
***
المعنى الثاني كالأول تماماً لكن الأول تعبير مباشر ، والثاني تعبير غير مباشر .
الآن في هذه الصلاة المباركة قرأ الإمام حفظه الله تعالى في سورة ص قصتين ؛ قصة سيدنا سليمان ، وسيدنا داود ، سيدنا داود حكم بين متخاصمين قال :
﴿ إِنَّ هَذَا أَخِي لَهُ تِسْعٌ وَتِسْعُونَ نَعْجَةً وَلِيَ نَعْجَةٌ وَاحِدَةٌ فَقَالَ أَكْفِلْنِيهَا وَعَزَّنِي فِي الْخِطَابِ * قَالَ لَقَدْ ظَلَمَكَ ﴾
[ سورة ص الآية : 23 _24]
لم يسمع من الثاني ، الأخ الأول يملك تسعاً و تسعون نعجة يرعاها ، أخوه له نعجة واحدة يرعاها أيضاً ، قال له : أعطني إياها وتفرغ لشيء آخر ، أنا أضمها للنعاج ، فقال له :
﴿ إِنَّ هَذَا أَخِي لَهُ تِسْعٌ وَتِسْعُونَ نَعْجَةً وَلِيَ نَعْجَةٌ وَاحِدَةٌ فَقَالَ أَكْفِلْنِيهَا وَعَزَّنِي فِي الْخِطَابِ * قَالَ لَقَدْ ظَلَمَكَ بِسُؤَالِ نَعْجَتِكَ إِلَى نِعَاجِهِ ﴾
[ سورة ص الآية : 23 _24]
المغزى الدقيق من هذه الفقرة أنه كان في خلوة مع الله ، وكان أسعد الناس بهذه الخلوة فلما جاءه المتخاصمان أعطى حكماً سريعاً ، فمعنى ذلك أنت لك حالة مع الله ، وحالة مع الناس ، إذا كانت حالتك مع الله على حساب حالتك مع الناس فأنت لم تفعل الأولى، هذا ما فعله سيدنا داود، أما سيدنا سليمان فبالعكس .
﴿ أَحْبَبْتُ حُبَّ الْخَيْرِ عَنْ ذِكْرِ رَبِّي ﴾
[ سورة ص الآية : 31 ]
فحالته مع الناس ضغطت على حالته مع الله ، معنى ذلك أن المؤمنين إلى نهاية الدوران معرضون لتطرف من هذين التطرفين ، إما مواعيد ، ولقاءات ، وتقارير ، وندوات تلفزيونية، وندوات إذاعية ، ومؤتمرات و كل هذا على حساب صلته بالله عز وجل ، أو ليس له عمل صالح جالس بخلوة مع الله ، هذا خطأ ، وهذا خطأ ، أو الأصح : هذا ترك الأولى ، وهذا ترك الأولى ، أي موضوع التوازن ، والحقيقة التطرف سهل يحسمه أي لسان ، أما التوازن فليس سهلاً .
مثلاً تكون قاسياً جداً مع أولادك ، ضرب شديد ، تعنيف شديد ، أو تكون راخياً لهم الحبل هذه أيضاً سهلة ، أما ابنك فيحتار معك ، بقدر ما يحبك يخافك ، دائماً الوضع الوسطي يحتاج إلى جهد كبير ، أما التطرف فسهل ، كل إنسان يحسم التطرف ، لكن التوازن ليس سهلاً .
التوازن يحتاج إلى جهد كبير أما التطرف فسهل جداً :
أيها الأخوة الكرام : القصتان تعنيان الدعاة جميعاً ، أحياناً يكون الداعية ناجحاً جداً بالدعوة ، من لقاء إلى لقاء ، إلى دعوة ، إلى محاضرات ، إلى ندوة ، على حساب شحن نفسه مع الله ، فضعف ، والثاني لا يقدم للناس شيئاً لكن حالته مع الله جميلة جداً ، هذا ترك الأولى ، وهذا ترك الأولى ، سيدنا سليمان :
﴿ أَحْبَبْتُ حُبَّ الْخَيْرِ عَنْ ذِكْرِ رَبِّي ﴾
[ سورة ص الآية : 31 ]
وسيدنا داود :
﴿ قَالَ لَقَدْ ظَلَمَكَ بِسُؤَالِ نَعْجَتِكَ إِلَى نِعَاجِهِ ﴾
[ سورة ص الآية : 24]
لذلك أيها الأخوة ؛ دائماً التوازن مثلاً نحن في حياتنا اليومية نجد شخصاً ناجحاً جداً في عمله ، لكنه غير مرتاح ببيته أبداً ، شخص آخر ناجح جداً في بيته لكنه بالمجتمع غير ناجح ، البطولة أن تنجح في الموضوعين ، مثلاً كل واحد منا بعمله يرتدي ثياباً نظيفة ، أنيقة ، مرتبة ، و هناك تناسب في الألوان ، وهو لطيف ، يصافح بحرارة ، يبتسم ، يرحب ، يأتي لبيته يكون قاسياً جداً ، ماذا قال النبي الكريم ؟
(( خيرُكُم خيرُكُم لأهْلِهِ ))
[أخرجه الترمذي عن عائشة ]
البطولة في البيت ، في الخارج يوجد رقيب ، و محاسب ، و منتقد ، و متابع ، و إنسان ينقل الصورة السيئة للآخرين ، فأنت تخاف على سمعتك ، ففي الخارج عناية بالغة ، أما بالبيت فلا يوجد أحد يحاسبك ، أنت أعلى مرتبة بالبيت ، فأنا أقول البطولة بالتوازن بين البيت وبين العمل ، والذي قال :
(( خيرُكُم خيرُكُم لأهْلِهِ ))
[أخرجه الترمذي عن عائشة ]
فيجب أن يكون هناك توازن بين الفهم وبين العمل الصالح :
﴿ أَحْبَبْتُ حُبَّ الْخَيْرِ عَنْ ذِكْرِ رَبِّي ﴾
[ سورة ص الآية : 31 ]
وسيدنا داود :
﴿ قَالَ لَقَدْ ظَلَمَكَ ﴾
[ سورة ص الآية : 24]
لم يسمع من الثاني ، أيضاً الصورة تعلمنا التوازن ، أعط كلّ ذي حق حقه ، كتعبير عن الموضوعين .
الباطل متعدد أما الحق فواحد لا يتعدد :
أخواننا الكرام ؛ الباطل بالأرض لا يستوعبه عمر الإنسان لأنه متعدد .
﴿ وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ ﴾
[ سورة الأنعام الآية : 153 ]
جاء الصراط مفرداً والباطل جمعاً ، أي فرقة ضالة استيعابها يحتاج إلى سنوات ، كي تفهم منطلقاتها النظرية ، و انحرافاتها العقدية و السلوكية إلى أن تنطوي ، فالبحث بالتفاصيل بعمق لا يكفي ، أما الرد فإذا أمضيت عمرك باستيعاب الحق ، فالحق يستوعب وما سواه الباطل .
فلذلك إذا الإنسان فهم القرآن ، وتعلم القرآن ، وتعلم سنة النبي العدنان هذا العمر يتسع لاستيعاب الحق ، أما الباطل فلا يستوعب .
لذلك قالوا : الحرب بين حقين لا تكون ، مستحيل ، الحق لا يتعدد ، نقطتان ارسم بينهما خطاً مستقيماً لو حاولت أن ترسم ألف خط مستقيم بينهما تأتي جميعها فوق بعضها ، الحق لا يتعدد ، لكنك تستطيع أن ترسم مليون خط منحن أو منكسر ، فالباطل متعدد ، والحق لا يتعدد، فالحرب بين حقين لا تكون ، وبين حق وباطل لا تطول ، وبين باطلين لا تنتهي .
التوكل و التواكل :
الآن الموقف الدقيق : هناك أشخاص يتوكلون على الله ، توكل بلا أساس ، هذا يسميه العلماء التواكل ، وهناك شخص يأخذ بالأسباب إلى أعلى درجة ويعتمد عليها وينسى الله ، تماماً كالغرب والشرق ، الغرب أخذ بالأسباب واعتمد عليها وألهها ونسي ربه ، والشرق لم يأخذ بها كلاهما على باطل ، ينبغي أن تأخذ بها وكأنها كل شيء وأن تتوكل على الله وكأنها ليست بشيء، أن تأخذ بالأسباب وكأنها كل شيء ثم تتوكل على الله وكأنها ليست لشيء ، لكن تتالي النكسات على الأمة العربية والإسلامية سبب ثقافة مؤلمة جداً ، أنا أسميها سابقاً لا لاحقاً ثقافة اليأس ، والإحباط ، والطريق المسدود ، لكن الله رحمنا وأنعشنا نعشات متعددة .
مثلاً : دولة مثل تركيا من دولة علمانية كافرة إلى دولة إسلامية ، هذا انتعاش ، فئة قليلة تنتصر على رابع جيش في العالم ، الآن صار هناك طائرة ، تأتي الصواريخ في أماكن دقيقة جداً ، هذا شيء نحن تفاجأنا به ، هذا أيضاً إنعاش ، و هكذا عندما يعم اليأس ، والقنوط ، والطريق المسدود ، والإحباط ، تأتي هذه المنعشات من الله ، وكأنها تقول : يا عبادي أنا موجود ، لا تقلقوا الأمر بيدي .
الأمر كله بيد الله والإحباط واليأس من الشيطان :
الملخص :
﴿ وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الْأَمْرُ كُلُّهُ فَاعْبُدْهُ ﴾
[ سورة هود الآية : 123 ]
متى أمرك أن تعبده ؟ بعد أن طمأنك أن الأمر كله بيده ، بالمناسبة : لو أسلمك إلى غيره لا يستحق أن تعبده قال لك :
﴿ وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الْأَمْرُ كُلُّهُ فَاعْبُدْهُ ﴾
[ سورة هود الآية : 123 ]
متى أمرك أن تعبده ؟ بعد أن طمأنك ، الأمر بيده لا تقلق ، نحن أحياناً نرى قوة الغرب، وجبروت الغرب ، وذكاء الغرب ، واحتيال الغرب ، ومراوغة الغرب نيئس ؟ لا ، القلق واليأس والإحباط ليس من صفات المؤمن .
لذلك سيدنا رسول الله كان بالهجرة ملاحقاً ، مئة ناقة لمن يأتي به حياً أو ميتاً ، تبعه سراقة ، تصور حالة إنسان ملاحق ، مهدور دمه ، مئة ناقة لمن يأتي به حياً أو ميتاً ، يتبعه سراقة يقول له : يا سراقة ، كيف بك إذا لبست سواري كسرى ؟ ما هذا الكلام ؟ ملاحق ، مئة ناقة لمن يأتي به حياً أو ميتاً ، وكيف بك إذا لبست سواري كسرى ؟ أي أنا سأصل ، وسأستقر في المدينة، وسأؤسس دولة ، وسأنشئ جيشاً ، وسأحارب الفرس أكبر دولة ، والروم ، وستأتيني الغنائم ولك يا سراقة سواري كسرى ، هذا حصل في عهد سيدنا عمر ، جاء به ، وأعطاه سواري كسرى ثم قال : بخ بخ أعرابي من بني مدلج يلبس سوارى كسرى ؟ هذا وعد الله عز وجل ، لذلك النبي ملاحق ، مئة ناقة لمن يأتي به ميتاً أو حياً قال له : سأنتصر .
فالمفروض بالمؤمن أن يكون متفائلاً ، والإحباط واليأس والشعور أن الطريق مسدود ، و لا يوجد أمل وانتهينا ، هذا كله كلام من الشيطان ، ليثبط الذين آمنوا ، لذلك في معركة الخندق :
﴿ إِذْ جَاءُوكُمْ مِنْ فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنْكُمْ وَإِذْ زَاغَتِ الْأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا * هُنَالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُوا زِلْزَالاً شَدِيداً * وَإِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ إِلَّا غُرُوراً ﴾
[ سورة الأحزاب الآية : 10 ـ 12 ]
تتالي النكسات سبب ثقافة اليأس والإحباط و لكن نصر الله قريب :
الآن مع تأخر النصر في بعض البلاد ، الناس ضعف إيمانهم ، يقولون : أين الله؟ فلذلك قد يشتد البلاء ، ويشتد البلاء ، ويشتد حتى يقول ضعاف الإيمان : أين الله ؟ ثم يأتي الفرج فيقول الكفار : لا إله إلا الله .
لذلك تتالي النكسات سبب ثقافة اليأس ، والإحباط ، والطريق المسدودة ، الله أنعشنا بإنعاشات كثيرة ، أي الأخبار أحياناً فيها إيجابيات مريحة جداً ، إن شاء الله عز وجل سننتصر على أعدائنا جميعاً ، ويحفظنا الله ، ويحفظ بلاد المسلمين ، ويحقن دماء المسلمين في الشام والعراق وفلسطين ، ويجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه .
والحمد لله رب العالمين